*درس الجمعة
💌❤
✨ قواعد نبوية ✨
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" *نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس:الصحة و الفراغ* "
💌❤
هذه قاعدة نبوية جليلة في فقه الوقت و العمر ..
و هي دعوة لاغتنام الطاقات و الحفاظ على الجهود فيما يعود نفعُه على الفرد و المجتمع و الرقي بالحياة إلى المستوى الأفضل و الأكمل و البعد عن استغلال الصحة و العافية في إيذاء الآخرين أو انتهاك ما حرمه رب العالمين .
❤💌
إن في التعبير *بالغبن* _ وهو النقص و الغلبة على الشيء _ لإشارة إلى معنى شريف:
فإن أكثر الناس قد يقاتل على الغبن في ماله أو وظيفته لتعلُّق ذلك بأمر معاشه، لكن قلّ منهم من يغتم ويهتمّ لضياع وقته أو اغتنام قوة بدنه فيما يفيده و ينفعه ..
💌❤
🍃 *تأمل* 🍃
في حال المريض حين يلجئه المرض إلى البقاء في السرير أيامًا أو أشهرًا أو ربما أكثر !!
*ما الذي يتذكره حينها* ؟!
إنهم غالبًا لا يتذكرون إلا لحظات النشاط التي كانوا يغدون فيها و يروحون و يتمنون القوة ليفعلوا و يعملوا لكن بعد أن تبين الغبن؟!
❤💌
إن من الناس من لا يشعر بالغبن في وقته و هذا نوع من *العقوبة الخفية* و لا يكتفي بهذا بل تراه لغفلته ينقل غبنه و نقصه و تفريطه في وقته إلى الآخرين من خلال السطو على أوقاتهم و إشغالهم عن أعمالهم بتافه القول و رديء الحديث ، و هؤلاء ممن عظمت منهم الشكوى من الغيوريين على أوقاتهم ..!!
💌❤
قال تعالى :{ *يَأيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ و لَآ أَوْلادُكُمْ عن ذِكْرِ اللهِ و مَن يَفْعلْ ذَلِك فَأُوْلَٰئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ* 🔹 *وَ أَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلآ أخَّرْتَنِىٓ إلى أجَلٍ قَريبٍ فَأَصَّدَّقَ و أكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ* 🔹 *و لَن يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا إذا جآءَ أجَلُها و اللهُ خبيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ* } ..
💌❤
و الإنسان قد يكون صحيحًا و لا يكون متفرغًا للعبادة لاشتغاله بأسباب المعاش و قد يكون متفرغًا من الأشغال و لا يكون صحيحًا ، فإذا اجتمعا للعبد ثم غلب الكسل عن نيل الفضائل ؛ *فذاك الغبن* !! كيف و الدنيا سوق الرباح و العمر أقصر و العوائق أكثر !!
💌❤
قال بعض البلغاء :
" *من أمضى يومه في غير حقٍّ قضاه ، أو فرضٍ أداه، أو مجدٍ أتّله أو حمدٍ حصّله أو خير أسّسه ، أو علم اقتبسه ؛ فقد عقّ يومه ، و ظلم نفسه* " ..
💌❤
كان الحسن يَقُولُ في مَوْعِظَتِه :
" المبادرة المبادرة ! فإنما هي الأنفاس ، لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله عز وجل ، رحم الله امرأً نظر إلى نفسه ، و بكى على ذنوبه ، ثم قرأ هذه الآية : { *إِنَّما نَعُدُّ لَّهُمْ عَدًّا* } يعني : الأنفاس ، آخر العدد خروج نفسك ،
آخر العدد فراق أهلك ،
آخر العدد دخولك في قبرك " ..
💌❤
*و مما يستعان به على دفع الغبن في الوقت و البدن* :
أن يعلم العبد أن الله تعالى خلق الخلق من غير ضرورة إليهم و بدأهم بالنعم الجليلة من غير استحقاق منهم لها ، فمن أنعم النظر في هذا كان حريًا ألا يذهب عنه وقتٌ من صحته و فراغه إلا و ينفقه في طاعة ربه ، و يشكره على عظيم مواهبه و الاعتراف بالتقصير.. فمن لم يكن هكذا و غفل و سها و مرت أيامه عنه في سهوٍ و لهوٍ و عجزٍ عن القيام بما لزمه لربه تعالى ؛ *فقد غبن أيامه و سوف يندم حيث لا ينفعه الندم* ..
💌❤
💡*ومضة*💡
*يا ابن آدم ! إن أردت أن تعلم قدر ما أنعم الله عليك ؛ فغمض عينيك* . - بكر المزني-
💌❤
كتاب قواعد نبوية..
د.عمر المقبل ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق